من عجائب طاعة الوالدين

من عجائب بر الوالدين.

جاء عن الفَضلُ بن يحيى بن خالِد البَرْمَكِي، قال المأمون: لم أرَ أبرَّ من الفضلُ بن يحيى بأبيه، بلغ من بِره بأبيه أن يحيى كان لا يتوضأ إلَّا بالماء الحار، وكانا في السجن معًا، فمنعهُما السجّان من إدخال الحطب في ليلةٍ باردة، فقام الفَضلُ حين أخذ أبوه مضجعهُ إلى قُمقمٍ كان بالسجن، فملأهُ بالماء وأدناه من المصباح، فلم يزل قائماً وهو في يده حتى أصبح.
وحكى غير المأمون أنَّ السجان فطنِ لارتِفاقه بالمصباح في تسخين الماء، فمنعهم من الاستصباح في الليلة القابلة، فكان الفضل يأخد الإبريق النُحاس وفيه الماء فيُلصقه إلى بطنه زماناً عساه تنكسر برودته بحرارة بطنه حتى يستعمله أبوه بعد ذلك.
وعن ابن عون قال: كان محمد بن سيرين (الإمام) إذا كان عند أمه، لو رﺁه رجل لا يعرفه ظنَّ أنَّ به مرضاً من خفض كلامه عندها!.
وعن بكر بن عباس قال: "ربما كنت مع منصور في مجلسه جالسًا، فتصيح به أمه (وكانت فظّة غليظة) فتقول: يا منصور! يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى؟ وهو واضِعٌ لحيته على صدره، ما يرفعُ طرفُهُ إليها".
وكان حَيْوَةُ بن شريح (وهو أحد أئمة المسلمين) يقعُدُ في حلقته يُعلّم النَّاس، فتقول له أمه: "قم يا حَيْوَة، فألق الشعير للدجاج، فيقوم ويترك المجلس ويفعل ما أمرته أمه!".
ومما جاء من بر كهمس ابن الحسن التميمي الحنفي البصري بأمه، أنه كان يعمل في الجصّ كل يوم بدرهمين، فإذا أمسى اشترى به فاكهةً، فأتى بها إلى أمه.
وعن أنس بن النضر الأشجعي، قال: "استقت أُمُّ ابن مسعود ماء في بعض الليالي، فذهب فجاءها بشربة، فوجدها قد ذهب بها النوم، فثبت بالشربة عند رأسها حتى أصبح".
ومن أدب أبي هريرة مع أمه، أنه كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه، فقال: السلام عليكِ يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته. فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً، وإذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك، وكان يلي حمل أمه إلى المرفق (بيت الخلاء) وينزلها عنه، وكانت مكفوفة.
وفي مسند عبد بن حميد عن ضرغامة بن علية بن حرملة قال: "وكان أبو علية برًّا بأبيه حرملة، قيل: وما كان بره به؟ قال: كان إذا قرب الطعام نظر أوفر لحم وأطيبه فأعطاه إيَّاه، وإذا كان في المسير نظر أعظم بعير وأجلّه فحمله عليه، فكان هذا بره به".

وللمعري:
العيشُ ماضٍ فأَكْرِمْ والِدَيْك بِهِ ** والأمُ أولى بإكرامٍ وإحسانِ
وحَسْبُها الحملُ والإرضاعُ تُدْمِنُهُ ** أمرانِ بالفضلِ نالا كلَ إنسان



ِ. منوعات عالمية
تابعونا ليصلكم كل جديد

00967775072007

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصيده التي فاز بها شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني في مهرجان ابو تمام

مهما يلوعني الحنين. ----- كلمات عبدالله عبدالوهاب نعمان----- غناء أيوب طارش العبسي

شجره العلفق